تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (96)

الآية 96 وقوله تعالى : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا } قيل { آمنوا واتقوا } قبل أن يهلكوا بعد ما أصابهم من الشدائد والبلايا { لفتحنا عليهم بركات } الآية ؛ أي لأعطوا كل خير ، ينال من السماء والأرض . البركة [ كل ما ينال من خير ]{[8709]} على غير مؤنة ، والبركة{[8710]} كل شيء ينال بلا تبعة عليه ولا شدة . ذكر ههنا أنه يفتح عليهم بركات من السماء والأرض ، لو آمنوا ونسوا ما ذكّروا به ، أنه يفتح عليهم أبواب كل شيء ، ولم يذكر البركة . ففي ما لم يذكر البركة ينغّصهم ما فتح عليهم من كل شيء ، ويسوؤهم . وفي ما ذكر فيه البركة بعد الإيمان لا يلحقهم من ذلك تبعة ، ولا غرم ، والله اعلم .

وقوله تعالى : { ولكن كذّبوا } الرسل { فأخذناهم بما كانوا يكسبون } ويحتمل قوله تعالى : { ولكن كذّبوا } النعم التي أنعمها عليهم أي الرسل { فأخذناهم بما كانوا يكسبون } من التكذيب ، والله أعلم .


[8709]:في الأصل: كل ينال من كل خير، في م: ما ينال من كل خير.
[8710]:الواو ساقطة من الأصل وم.