الآية 40 : وقوله تعالى : { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } أي العذاب[ الذي ]{[23044]} أوعدتم به قريب مأتاه ، وإن استبعدتموه في أوهامكم . قال الله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه }[ النحل : 1 ] .
وقوله تعالى : { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } فجائز أن يكون منصرفا إلى الخلائق أجمع مؤمنهم وكافرهم . ثم تخصيص الأيدي بالذكر هو أن التقديم{[23045]} في الشاهد يقع بالأيدي ، فأضيف إليها ؛ وإن احتمل ألا يكون للأيدي صنع في ما ارتكب من الآثام أو في ما فعل من الخيرات ، وهو كالمطر ، يسمى رحمة الله ، وإن لم يكن ذلك من أوصافه لأنه برحمة منه{[23046]} ينزل من السماء/ 624 – أ/ وسمى الكلام لسانا ، وإن لم يكن هو لسانا لأنه باللسان ما يتكلم ، فكذلك التقديم أضيف إلى الأيدي لما بها يقع التقديم في الشاهد ، وإن لم يكن للأيدي صنع .
وقوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } إن هذا التمني في الكافر دون المؤمن لأن المؤمن يرى حسناته متقبّلة وسيئاته مغفورة ، فيأمن من عقاب الله تعالى ، والكافر يرى نفسه مؤاخذة بالسيئات ، ولا يرى لها حسنات متقبلة ، فيتمنى أن يكون ترابا ليتخلص من عذاب الله تعالى .
قال بعضهم : إن الوحوش تحشر ، والطيور كلها ، ثم يقول الله تعالى : كونوا ترابا ، فيتمنى الكافر في ذلك الوقت أن يكون ترابا ، والله أعلم بالصواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.