تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَأۡسٗا دِهَاقٗا} (34)

الآية 34 : وقوله تعالى : { وكأسا دهاقا } قيل : ملآن ، وقيل : صافيا ، وقيل : متتابعا . فوصفه بالملآن ليعلم أن ذلك الشراب ، لا ينقص ما داموا يشربون خلافا لما عليه شراب أهل الدنيا .

ومن حمله على الصفاء فمعناه : أنه صاف من الآفات والمكروهات{[23031]} التي تكون في شراب أهل الدنيا من التصديع وإذهاب العقل وغير ذلك .

ومن حمله على التتابع فمعناه : أن ذلك الشراب ، لا ينقطع ، ولا ينفذ ، ماداموا في شربه ، بل يتتابع عليهم ، ولا يحدث فيهم حال ، يمنعهم عن الشرب من السكر وغيره ، فيمتنعوا عن شربه خلافا لشراب أهل الدنيا .

وروي عن العباس بن عبد المطلب أنه قال : كنا إذا استحثثنا الساقي في الجاهلية قلنا : داهق لنا ، أي تابع لنا .


[23031]:في الأصل و م: والمكروه.