تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ} (20)

الآية 20 : وقوله تعالى : { ثم السبيل يسره } يحتمل أن يكون المراد من السبيل الدين ؛ فكأنه يقول : يسر له درك ذلك السبيل إلى الله تعالى على ما ذكرنا أن الدين إذا أطلق أريد به دين الله تعالى ، وكذلك الكتاب المطلق يراد به كتاب الله تعالى . فعلى ذلك السبيل إذا ذكر مطلقا كان منصرفا إلى سبيل الله تعالى ، أو يسر له السبيل سبيل الهدى وسبيل الضلال والسبيل [ الذي لو سلكه نفعه والسبيل ]{[23134]} الذي يضره ، أو يسر له السبيل الذي علم الله أنه يختاره كقوله تعالى : { فأما من أعطى واتقى } { وصدق بالحسنى } { فسنيسره لليسرى } { وأما من بخل واستغنى } { وكذب بالحسنى } { فسنيسره للعسرى } [ الليل : 5 إلى 10 ] أي يسر عليه سبيل الخروج من بطن أمه على ضيق ذلك الموضع وكبر جثته ليعلموا أن من بلغت قوته هذا فهو قادر على [ ما ]{[23135]} أراد ، لا يعجزه شيء ، ولا يخفى عليه أمر .


[23134]:من م، ساقطة من الأصل.
[23135]:ساقطة من الأصل وم.