تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التكوير [ وهي مكية ]{[1]}

الآية 1 : قوله تعالى : { إذا الشمس كورت } هذا ليس بابتداء خطاب ، ولكنه جواب عن سؤال تقدم ؛ فيشبه أن يكون السؤال عن وقت لقاء الأنفس والأعمال{[23165]} ، فنزل قوله : { إذا الشمس كورت } لإشارة إلى أحوال ذلك الوقت وآثارها على ما يذكر المعنى الذي له وقع لتبيين الأحوال دون تبيين الوقت في سورة . { إذا السماء انفطرت } [ الانفطار : 1 ] .

واختلف في قوله تعالى : { كورت } قال بعضهم : هي فارسية معربة ، وهي بالعربية عورت .

قال بعضهم : { كورت } أي ذهب ضوؤها ؛ يقال : كور الليل على النهار ، أي أذهب نوره وضياءه ؛ فالتكوير يغطي كون الشيء عن الأبصار ، فقيل : كورت الشمس أي حبس ضوؤها على الأبصار بالطمس [ فيكون ]{[23166]} فيه إنباء أنه يطمس ظاهرها ، ثم يرد التغيير في نفسها ، فتتلف ، وتتلاشى ، ومنه يقال : كور العمامة إذا لفها على رأسه ، فتغطيه .


[1]:- في ط ع: سمح.
[23165]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[23166]:من م، ساقطة من الأصل.