تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ} (1)

الآية 1 : قوله تعالى : { هل أتاك حديث الغاشية } قيل معناه : قد أتاك حديث الغاشية . فإما أن يكون الإتيان سابقا [ وإما ]{[23529]} أتاه حديث الغاشية بنفس هذه السورة .

ثم في هذه الآيات ترغيب في ما تحمد عاقبته ، وتحذير عما يذم في العاقبة ، وتبيين أن العاقبة المحمودة متصلة باكتسابه وكدحه ، وكذلك العاقبة المذمومة ينالها بعمله ونصبه .

ثم اختلف في تأويل الغاشية ؛ فقيل : الغاشية النار تغشاهم كما قال تعالى : { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } [ الزمر : 16 ] وقال في آية أخرى : { وتغشى وجوههم النار } [ إبراهيم : 50 ] .

ومنهم من يقول : الغاشية ، هي الساعة ، سميت غاشية ، لأنها تغشى الصغير والكبير والمحمود والمذموم والشقي والسعيد ، فيعمهم جميعا . وهذا التأويل أقرب لأنه ذكر الغاشية أولا ، ثم ذكر الجزاء بعد ذلك بقوله : { وجوه يومئذ خاشعة } { عاملة ناصية } [ الآيتان : 2 و3 ] وقوله تعالى : { وجوه يومئذ ناعمة } [ الآيات : 8 و . . . ] .


[23529]:في الأصل وم: أو.