تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ} (26)

الآيتان 25 و26 : وقوله تعالى : { فيومئذ لا يعذب عذابه أحد } { ولا يوثق وثاقه أحد } قرئت [ هاتان الآيتان ]{[23617]} على نصب الذال والثاء{[23618]} وعلى خفضهما{[23619]} .

فمن قرأهما على الخفض فهو يحتمل وجهين :

أحدهما : أن العذاب في الدنيا ، وإن اشتد من الملوك على الإنسان ، فهو لا يبلغ عذاب الله تعالى لأعدائه في الآخرة ، وإن خف .

[ الثاني ]{[23620]} : { لا يعذب عذابه أحد } أي لا ينبغي لأحد في الدنيا أن يعذب أحدا بعذاب الله تعالى ، وهو النار كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ( لا تعذبوا أحدا بعذاب الله ) ) ( البخاري 3017 ) .

فإن كان على النصب فهو يحتمل وجهين أيضا :

أحدهما : أن يكون التأويل منصرفا إلى صنف من الكفرة ، وهم الذين بلغوا في الكفر أعلى مرتبة ، فلا يعذب من دونهم بعذابهم .

والثاني : لا يعذب أحد مكان أحد كما يفعله ملوك الدنيا في أنهم يعذبون الوالد مكان الولد ، ويعذبون متصلي الذين استوجبوا العذاب .


[23617]:في الأصل وم: هذه الآية.
[23618]:انظر معجم القراءات القرآنية: ح8/146 و147.
[23619]:في الأصل وم: الخفض منهما.
[23620]:في الأصل وم: أو.