النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا} (3)

قوله تعالى : { . . . . نِدآءً خَفِيّاً } [ فيه قولان ]{[1854]} .

أحدهما : قاله ابن جريج ، سراً لا رياء فيه . قال قتادة إن الله يعلم القلب النقي ويسمع الصوت الخفي فأخفى زكريا نداءه لئلا ينسب إلى الرياء فيه .

الثاني : قاله مقاتل ، إنما أخفى لئلا يهزأ الناس به ، فيقولون انظروا إلى هذا الشيخ يسأل الولد .

ويحتمل ثالثاً : أن إخفاء الدعاء أخلص للدعاء وأرجى للإِجابة للسنة الواردة فيه : إن الذي تدعونه ليس بأصم .


[1854]:زيادة يقتضيها السياق وقد سقطت من الأصل.