البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا} (3)

و { إذ } ظرف العامل فيه قال الحوفي : { ذكر } وقال أبو البقاء : و { إذ } ظرف لرحمة أو لذكر انتهى .

ووصف نداء بالخفي .

قال ابن جريج : لئلا يخالطه رياء .

مقاتل : لئلا يعاب بطلب الولد في الكبر .

قتادة : لأن السر والعلانية عنده تعالى سواء .

وقيل : أسره من مواليه الذين خافهم .

وقيل : لأنه أمر دنياوي فأخفاه لأنه إن أجيب فذاك بغيته ، وإلاّ فلا يعرف ذلك أحد .

وقيل : لأنه كان في جوف الليل .

وقيل : لإخلاصه فيه فلا يعلمه إلاّ الله .

وقيل : لضعف صوته بسبب كبره ، كما قيل : الشيخ صوته خفات وسمعه تارات .

وقيل : لأن الإخفاء سنة الأنبياء والجهر به يعد من الاعتداء .

وفي التنزيل { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين } وفي الحديث : « إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً » .