النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا} (7)

قوله تعالى : { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى } فتضمنت هذه البشرى ثلاثة أشياء :

أحدها : إجابة دعائه وهي كرامة .

الثاني : إعطاؤه الولد وهو قوة .

الثالث : أن يفرد بتسميته . فدل ذلك على أمرين :

أحدهما : اختصاصه به .

الثاني : على اصطفائه له . قال مقاتل سماه يحيى لأنه صبي بين أب شيخ وأم عجوز

{ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيَّاً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أي لم تلد مثله العواقر ، قاله ابن عباس . فيكون المعنى لم نجعل له مثلاً ولا نظيراً .

الثاني : أنه لم نجعل لزكريا من قبل يحيى ولداً ، قاله مجاهد .

الثالث : أي لم يسم قبله باسمه أحد ، قاله قتادة .