فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا} (3)

{ إذ نادى ربه } ظرف زمان للرحمة أي رحمة الله إياه وقت أن ناده { نداء } مشتملا على دعاء { خفيا } سرا جوف الليل لأنه أسرع إلى الإجابة .

واختلف في وجه كون ندائه هذا خفيا ، فقيل لأنه أبعد عن الرياء وأقرب إلى الصفاء ، وقيل أخفاه لئلا يلام على طلبه للولد في غير وقته ، ولكونه من أمور الدنيا . وقيل أخفاه مخافة من قومه ، وقيل كان ذلك منه لكونه قد صار ضعيفا هرما لا يقدر على الجهر ، لأنه كان ابن خمس وسبعين أو ثمانين سنة وكان النداء في المحراب .