النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا} (6)

قوله تعالى : { . . فَهَبْ لِي مِن لَّدنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة ، قاله أبو صالح .

الثاني : يرثني ويرث من آل يعقوب العلم والنبوة ، قاله الحسن .

الثالث : يرثني النبوة ويرث من آل يعقوب الأخلاق ، قاله عطاء .

الرابع : يرثني العلم ويرث من آل يعقوب الملك ، قاله ابن عباس ، فأجابه الله إلى وراثة العلم ويرث من آل يعقوب الملك ، قاله ابن عباس . فأجابه الله إلى وراثة العلم ولم يجبه إلى وراثة الملك . قال الكلبي : وكان آل يعقوب أخواله وهو يعقوب بن ماثان وكان فيهم الملك ، وكان زكريا من ولد هارون بن عمران أخي موسى . قال مقاتل ويعقوب بن ماثان هو أخو عمران أبي مريم لأن يعقوب وعمران إِبنا ماثان ، فروى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يَرْحَمُ اللَّهُ زَكَرِيّا مَا كَانَ عَلَيهِ مِن وَرثَتِهِ " .

{ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } فيه وجهان :

أحدهما : مرضياً في أخلاقه وأفعاله .

الثاني : راضياً بقضائك وقدرك .

ويحتمل ثالثاً : أن يريد نبياً .