النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ} (263)

قوله تعالى : { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } يعني قولاً حسناً بدلاً من المن والأذى ويحتمل وجهين :

أحدهما : أن يدني إن أعطى .

والثاني : يدعو إن منع .

{ وَمَغْفِرَةٌ } فيها أربعة تأويلات :

أحدها : يعني العفو عن أذى السائل .

والثاني : يعني بالمغفرة السلامة من المعصية .

والثالث : أنه ترك الصدقة والمنع منها ، قاله ابن بحر .

والرابع : هو أن يستر عليه فقره ولا يفضحه به .

{ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً } يحتمل الأذى هنا وجهين :

أحدهما : أنه المنّ .

والثاني : أنه التعيير بالفقر .

ويحتمل قوله : { خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً } وجهين :

أحدهما : خير منها على العطاء .

والثاني : خير منها عند الله .

رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " المنّانُ بِمَا يُعْطِي لاَ يُكَلِّمُهُ اللهُ يَوْمَ القَيَامَةِ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيهِ وَلاَ يُزَكِّيهِ وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .