قوله تعالى : { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } : فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنه مبتدأٌ وساغَ الابتداءُ بالنكرةِ لوصفِها وللعطفِ عليها . و " مغفرةٌ " عَطْفٌ عليه ، وسَوَّغَ الابتداءَ بها العطفُ أو الصفةُ المقدَّرَةُ ، إذ التقديرُ : ومغفرةٌ من السائلِ أو من اللِّهِ . و " خيرٌ " خبرٌ عنهما . [ وقال أبو البقاء في هذا الوجهِ : " والتقديرُ : وسببُ مغفرة ] ، لأنَّ المغفرةَ من الله تعالى ، فلا تفاضُلَ بينها وبين فعلِ العبدِ ، ويجوزُ أن تكونَ المغفرةُ مجاوزَةَ المزكِّي واحتمالَه للفقيرِ ، فلا يكونُ فيه حذفُ مضافٍ " .
والثاني : أنَّ " قولٌ معروفٌ " مبتدأٌ وخبرُهُ محذوفٌ أي : أمثلُ أو أَوْلَى بكم ، و " مغفرةٌ " مبتدأٌ ، و " خيرٌ " خبرُها ، فهما جملتان ، ذَكَرَهُ المهدويّ وغيرُهُ . قال ابن عطية : " وهذا ذهابٌ برونقِ المعنى " . والثالث : أنه خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ تقديرُهُ : المأمورُ به قولٌ معروفٌ .
قوله : { يَتْبَعُهَآ أَذًى } في محلِّ جرٍّ صفةً لصدقة ، ولم يُعِدْ ذِكْرِ المَنِّ فيقولُ : يتبَعُها مَنٌّ وأذى ، لأنَّ الأذى يشملُ المنَّ وغيرَه ، وإنَّما ذُكِرَ بالتنصيصِ في قولِهِ : { لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى } لكثرةِ وقوعِهِ من المتصدِّقين وعُسْرِ تحَفُّظِهِمْ منه ، ولذلك قُدِّمَ على الأذى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.