قوله : { قَوْلٌ معْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ } قيل : الخبر محذوف أي : أولى ، وأمثل ، ذكره النحاس . قال : ويجوز أن يكون خبراً ، عن مبتدأ محذوف ، أي : الذي أمرتم به قول معروف . وقوله : { وَمَغْفِرَةٌ } مبتدأ أيضاً ، وخبره قوله : { خَيْرٌ من صَدَقَةٍ } وقيل : إن قوله : { خير } خبر عن قوله : { قول معروف } وعن قوله : { ومغفرة } وجاز الابتداء بالنكرتين ؛ لأن الأولى تخصصت بالوصف ، والثانية بالعطف ، والمعنى : أن القول المعروف من المسؤول للسائل ، وهو التأنيس ، والترجية بما عند الله ، والرد الجميل خير من الصدقة التي يتبعها أذى . وقد ثبت في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم : «الكلمة الطيبة صدقة » ، و «إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق » وما أحسن ما قاله ابن دريد :
لا تدخلنَّك ضَجرةٌ من سائل *** فَلخيرُ دهِركَ أنْ ترى مَسْئولا
لاَ تَجْبَهنْ برّد وجه مؤملٍ *** فَبَقَاءُ عِزَّك أن تُرى مَأمُولاَ
والمراد بالمغفرة : الستر للخلة ، وسوء حالة المحتاج ، والعفو عن السائل إذا صدر منه من الإلحاح ما يكدر صدر المسئول ، وقيل : المراد : أن العفو من جهة السائل ؛ لأنه إذا رده رداً جميلاً عذره ، وقيل : المراد : فعل يؤدي إلى المغفرة خير من صدقة أي : غفران الله خير من صدقتكم . وهذه الجملة مستأنفة مقررة لترك اتباع المنِّ ، والأذى للصدقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.