بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ} (263)

{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } أي دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب . { وَمَغْفِرَةٌ } أي يعفو ويتجاوز عمن ظلمه خير من صدقة يعطيها ، ثم يمن على من تصدق عليه . ويقال : قول معروف للفقير ، يعني إذا أتاه سائل سأله ، ولم يكن عنده شيء يعطيه ، فيدعو له بالجنة والمغفرة . { خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ } يعطيها له ، و { يَتْبَعُهَا أَذًى } . ويقال : وعد المعطي خير من صدقة يتبعها أذى . ويقال : وعد الكريم خير من نقد اللئيم . ويقال : دعاء الفقير إذا دعا لصاحب الصدقة ، ومغفرة الله خير من الصدقة التي يتبعها أذى . ويقال : قول معروف أن يتجاوز عمن أساء إليه ، ويحسن له القول خير له من صدقة يتبعها أذى ويقال : الأمر بالمعروف ، والصبر على ما أصابه ، والتجاوز عن الذي أضرّ به ، خير من صدقة يتبعها أذى . ثم قال : { والله غَنِيٌّ حَلِيمٌ } أي { غني } عما عندكم من الصدقة { حليم } ، حيث لم يعجل العقوبة على من يمن بالصدقة .