فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ} (263)

{ قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم } كلمة طيبة ورد للسائل بلين{[814]} وتجاوز عما قد يظهر منه من إساءة أفضل من منحه الصدقة ثم إلحاق الأذى به {[815]} . [ لأنه إذا أتبع الإيذاء الإعطاء فقد جمع بين الإنفاع والإضرار وربما لم يف ثواب النفع بعقاب الضر وأما القول المعروف ففيه إنفاع من حيث إيصال السرور إلى قلب المؤمن ولا إضرار فكان الأولى . ومن الناس من خصص الآية بالتطوع لأن الواجب لا يحل منعه ولا رد للسائل فيه ورد بأن الواجب قد يعدل به عن سائل إلى سائل وعن فقير إلى فقير ؛ { والله غني } عن صدقة كل منفق فما وجه المن ؟ { حليم } عن معالجته بالعقوبة إذا من ولا يخفى ما فيه من الوعيد ]{[816]} . روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الكلمة الطيبة صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .


[814]:رووا أن أعرابيا سأل قوما بلسان قبيح فقال له قائل ممن الرجل؟ فقال الأعرابي اللهم غفرا أي عفوا سوء الاكتساب يمنع من الانتساب.
[815]:جاء في الحكم: صنوان من منح سائله ومن منع نائله وضن.
[816]:ما بين العلامتين [] من تفسير غرائب القرآن.