النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡخَٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (9)

ثم تقول في الخامسة : وأن عليّ غضب الله إن كان زوجي من الصادقين فيما رماني به من الزنى وهو تأويل قوله تعالى : { وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللَّه عَلَيَهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } والغضب في لعانها بدلاً من اللعنة في لعان زوجها . وإذا تم اللعان وقعت الفرقة المؤبدة بينهما . وبماذا تقع ؟ فيه أربعة أقاويل :

أحدها : بلعان الزوج وحده وهو مذهب الشافعي .

الثاني : بلعانهما معاً ، وهو مذهب مالك .

الثالث : بلعانهما وتفريق الحاكم بينهما وهو مذهب أبي حنيفة .

والرابع : بالطلاق الذي يوقعه الزوج بعد اللعان وهو مذهب أحمد بن حنبل ثم حرمت عليه أبداً .

واختلفوا في إحلالها له إن أكذب بعد اللعان نفسه على قولين :

أحدهما : تحل ، وهو مذهب أبي حنيفة .

والثاني : لا تحل ، وهو مذهب مالك والشافعي . وإذا نفى الزوج الولد باللعان لحق بها دونه ، فإن أكذب نفسه لحق به الولد حياً أو ميتاً ، وألحقه أبو حنيفة به في الحياة دون الموت .