وقرأ نافع { أن لعنة } بتخفيف { أنَّ } ورفع { لعنة } و { أن غضب } بتخفيف { أن } و { غضب } فعل ماض والجلالة بعد مرفوعة ، وهي أن المخففة من الثقيلة لما خففت حذف اسمها وهو ضمير الشأن .
وقرأ أبو رجاء وقتادة وعيسى وسلام وعمرو بن ميمون والأعرج ويعقوب بخلاف عنهما ، والحسن { أن لعنة } كقراءة نافع ، و { أن غضب } بتخفيف { أن } و { غضب } مصدر مرفوع وخبر ما وبعده وهي أن المخففة من الثقيلة .
وقرأ باقي السبعة { أن لعنة الله } و { أن غضب الله } بتشديد { أن } ونصب ما بعدهما اسماً لها وخبر ما بعد .
قال ابن عطية : و { أن } الخفيفة على قراءة نافع في قوله { أن غضب } قد وليها الفعل .
قال أبو علي : وأهل العربية يستقبحون أن يليها الفعل إلاّ أن يفصل بينها وبينه بشيء نحو قوله { علم أن سيكون } وقوله { أفلا يرون أن لا يرجع } وأما قوله تعالى { وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى } فذلك لعلة تمكن ليس في الأفعال .
وأما قوله { أن بورك من في النار } فبورك على معنى الدعاء فلم يجر دخول الفواصل لئلا يفسد المعنى انتهى .
ولا فرق بين { أن غضب الله } و { أن بورك } في كون الفعل بعد أن دعاء ، ولم يبين ذلك ابن عطية ولا الفارسي ، ويكون غضب دعاء مثل النحاة أنه إذا كان الفعل دعاء لا يفصل بينه وبين أن بشيء ، وأورد ابن عطية { أن غضب } في قراءة نافع مورد المستغرب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.