قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ } في الإِفك وجهان :
أحدهما : أنه الإِثم ، قاله أبو عبيدة .
الثاني : أنه الكذب . قال الشاعر :
شهيدٌ على الإِفك غَيْرِ الصَّوابِ *** وما شَاهِدُ الإِفك كَالأَحْنَفِ
{ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ } وهم زعماء الإِفك ، حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وعبد الله بن أبيّ بن سلول وزيد بن{[2049]} رفاعة وحمنة بنت جحش . وسبب الإفك أن عائشة رضي الله عنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق سنة ست فضاع عقد لها من جزع أظفار{[2050]} وقد توجهت لحاجتها فعادت في طلبه ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزله فَرُفِعَ هودجها ولم يُشْعَرْ بها أنها ليست فيه لخفتها وعادت فلم تر في المنزل أحداً فأدركها صفوان بن المعطل فحملها على راحلته وألحقها برسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فيها وفي صفوان من تكلم وقدمت المدينة وانتشر الإِفك وهي لا تعلم به ثم علمت فأخذها من ذلك شيء عظيم إلى أن أنزل الله براءتها بعد سبعة وثلاثين يوماً من قدوم المدينة هذه الآي .
{ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي لا تحسبوا ما ذكر من الإِفك شراً لكم بل هو خير لكم لأن الله قد بَرَّاً منه وأبان عليه .
أحدهما : أن المقصود به عائشة وصفوان لأنهما قصدا بالإِفك ، قاله يحيى بن سلام .
الثاني : أن المقصود به النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعائشة رضي الله عنهما ، قاله ابن شجرة .
{ لِكُلِّ امرئ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ } أي له عقاب ما اكتسب من الإِثم بقدر إِثمه .
{ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ } الآية قرئ بكسر الكاف وضمها ، وفي الفرق بينما وجهان :
أحدهما : أن كبره بالضم معظمه وبالكسر مأثمه .
الثاني : أنه بالضم في النسب وبالكسر في النفس .
أحدهما : أنه عبد الله بن أبيّ ، والعذاب العظيم جهنم ، وهذا قول عائشة وعروة بن الزبير وابن المسيب .
الثاني : أنه مسطح{[2051]} بن أثاثة ، والعذاب العظيم ذهاب بصره في الدنيا :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.