النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (20)

قوله : { وََجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى } قال الضحاك : هو مؤمن آل فرعون . وقال شعيب : اسمه شمعون . وقال محمد بن إسحاق : شمعان . وقال الضحاك والكلبي : اسمه حزقيل بن شمعون . قال الكلبي : هو ابن عم فرعون أخي أبيه .

{ قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَاتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ } فيه تأويلان :

أحدهما : يتشاورون في قتلك ، قاله الكلبي ، ومنه قول النمر بن تولب :

أرى الناس قد أحدثوا شيمة *** وفي كل حادثة يؤتمر

الثاني : يأمر بعضهم بعضاً بقتلك ومنه قوله

{ وأتمروا بَيْنَكُم بِْمَعْرُوفِ }

[ الطلاق : 6 ] أي ليأمر بعضكم بعضاً وكقول امرئ القيس :

أحارِ بن عمرٍو كأني خَمِرْ *** ويعدو على المرء ما يأتمر{[2131]}


[2131]:ورد هذا في اللسان– أمر. وجاء فيه فؤادي بدل كأني وقال: احتج بقول النمر بن تولب وهذا الشعر لامرئ القيس. ا هـ والخمر الذي خالطه داء أو حب. وقال القتبي: هذا غلط، كيف يعدو على المرء ما شاور فيه، والمشاورة بركة؟ وإنما أراد يعدو على المرء ما شاور فيه من الشر.