قوله : { وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا المدينة يسعى } ، أي : من آخر المدينة اسمه : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وقيل اسمه{[39941]} شمعون ، وقيل : ( شمعان ){[39942]} {[39943]} : «يَسْعَى » قال الزمخشري : «يَسْعَى » يجوز ارتفاعه وصفاً ل «رَجُلٌ » وانتصابه حالاً عنه ، لأنه قد تخصص بالوصف بقوله : { مِنْ أَقْصَى المدينة } ، فإن جعلت «مِنْ أَقْصَى » متعلقاً ب «جَاءَ » ف «يَسْعَى » صفة ليس إلا{[39944]} . وهذا بناء منه على مذهب الجمهور ، وقد تقدَّم أَنَّ سيبويه يجيز ذلك من غير شَرْط{[39945]} .
وفي آية يس{[39946]} قدَّمَ «مِنْ أَقْصَى » على «رَجُل » ، لأنه لم يكن من أقصاها وما جاء منها{[39947]} وهنا وصفه بأنه من أقصاها ، وهما رجلان مختلفان وقضيتان متباينتان .
( قوله ){[39948]} «يَأْتَمِرُونَ » أي : يتآمرون بمعنى يتشاورون ، كقول النمر بن تولب :
3984 - أَرَى النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوا شبهَةً *** وَفِي كُلِّ حَادِثَةٍ مُؤْتَمَرْ{[39949]}
وعن ابن قتيبة : يأمر بعضهم بعضاً{[39950]} . أخذه من قوله تعالى : { وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } [ الطلاق : 6 ] . ( قوله ){[39951]} «فَاخْرُجْ » أي : من المدينة ، { إِنِّي لَكَ مِنَ{[39952]} الناصحين } في الأمر بالخروج ، فقوله «لَكَ » ، يجوز أن يتعلق بما يدلُّ «النَّاصِحِينَ » عليه ، أي ؛ ناصحٌ لك من الناصحين ، أو بنفس «النَّاصِحِينَ » للاتساع في الظرف ، أو على جهة البيان أي : أعني لك{[39953]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.