قوله تعالى{[53445]} : { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى{[53446]} }[ 19 ] ، إلى قوله : { من خير فقير }[ 24 ] ، أي جاء مخبر لموسى يخبره أن فرعون قد أمر بقتله ، وأنهم يطلبونه ، وذلك أن قول الإسرائيلي{[53447]} سمعه سامع فأفشاه فأمر فرعون بطلب موسى وقتله .
قال ابن عباس : انطلق الفرعوني الذي كان يقاتل الإسرائيلي{[53448]} إلى قومه فأخبرهم بما سمع من الإسرائيلي{[53449]} حين قال لموسى : { أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس }[ 18 ] . فأرسل فرعون الذباحين لقتل موسى ، فأخذوا الطريق الأعظم وهم{[53450]} لا يخافون أن يفوتهم ، فكان{[53451]} رجل من شيعة موسى في أقصى المدينة ، فاختصر طريقا قريبا حتى سبقهم إلى موسى ، فأخبره الخبر{[53452]} .
قال قتادة : كان الرجل مؤمنا من آل فرعون{[53453]} .
وقيل{[53454]} : كان اسمه شمعون .
وقيل{[53455]} : هو حزقيل مؤمن{[53456]} آل فرعون أنذر موسى أن أشراف آل فرعون يطلبونه ، فخرج موسى إلى مدين خائف يترقب ، وإنما خرج إلى مدين للنسب الذي بينهم وبينه ، لأن مدين ولد إبراهيم ، وموسى من بني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليهم{[53457]} . ومعنى يسعى : تعجل{[53458]} ويسرع من أقصى مدينة فرعون .
وقوله : { قال يا موسى إن الملأ ياتمرون بك ليقتلوك }[ 19 ] ، أي إن قوم فرعون يتآمرون{[53459]} بقتلك ، أي يأمر بعضهم بعضا بذلك .
قال أبو عبيدة{[53460]} : يأتمرون : يتشاورون في قتلك{[53461]} .
وقيل : معناه : يهمون بك{[53462]} وكذلك قوله تعالى{[53463]} : { واتمروا{[53464]} بينكم بالمعروف } أي هموا به وأعزموا{[53465]} عليه .
ثم قال : { فاخرج إني لك من الناصحين }[ 19 ] ، أي من الناصحين في مشورتي عليك بالخروج ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.