فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (20)

{ وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى } قيل : المراد بهذا الرجل حزقيل وهو مؤمن آل فرعون وكان ابن عم موسى ، وقيل : اسمه شمعون . وقيل طالوت وقيل : سمعان ، والمراد بأقصى المدينة آخرها وأبعدها ، والمعنى يسرع في مشيه وأخذ طريقا قريبا حتى سبق إلى موسى وأخبره وأنذره بما سمع .

{ قال يا موسى إن الملأ } أي أشراف قوم فرعون { يأتمرون بك ليقتلوك } أي يتشاورون في قتلك ويتآمرون بسببك ، وإنما سمي التشاور ائتمارا لأن كلاّ من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر به ، قال الزجاج : يأمر بعضهم بعضا بقتلك وهذا أقرب باللفظ والمعنى قاله الحفناوي وقال أبو عبيدة : يتشاورون فيك ، قال الأزهري : ائتمر القوم وتآمروا أي أمر بعضهم بعضا ونظيره قوله تعالى : وائتمروا بينكم بمعروف .

{ فاخرج } من المدينة { إني لك من الناصحين } في الأمر بالخروج واللام للبيان لأن معلوم المجرور لا يتقدم عليه