فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (20)

{ وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين20 }

كان جماعة من أهل القتيل قد ذهبوا- كما رووا- إلى فرعون ، وطلبوا إليه أن يأخذ بحقهم من القاتل ، لكنهم لم يكونوا قد عرفوه ، فلما كان الغد وهاب الإسرائيلي غضبة موسى حين بدأ يستنقذه من عدوه ، وقال : قتلت بالأمس رجلا وهممت اليوم بآخر ، عندئذ تلقف القبطي الكلمة : وانصرف عن الإسرائيلي ، وذهب بالخبر إلى باب فرعون ، وانتهى ذلك إليه ، فاشتد في طلب موسى ، فلما أمر بقتله سبق رجل بالخبر وجاء من أبعد مسافات المدينة إليه ، يجد السعي ويعجل ، وأخبر موسى أن رؤساء قوم فرعون يتآمرون بك ، ويتشاورون في قتلك بالقبطي الذي قتلته بالأمس ، فارتحل عن مدينة فرعون هذه قبل أن يدركك الطلب ، إني في إشارتي عليك بالخروج منها لناصح لك ، و{ من } في قوله سبحانه : { من الناصحين } بيانية .