بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (20)

قال الكلبي : من قتل رجلين ، فهو جبار . ويقال : إن من سيرة الجبابرة القتل بغير حق { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المصلحين } يعني : المطيعين لله تعالى . فلما قال الإسرائيلي هذا ، علم القبطي أن موسى هو قاتل القبطي ، فرجع القبطي ، فأخبرهم أن موسى هو القاتل ، فائتمروا بينهم بقتل موسى . قال : فأذن فرعون بقتله فجاءه خزيلي ، وهو مؤمن من آل فرعون ، وأخبر موسى بذلك ، فذلك قوله : { وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَى المدينة يسعى } يعني : من وسط المدينة يمشي على رجليه ، ويقال : يسرع ويشتد في مشيته ف { قَالَ يَاُ *** موسى إنِ *** الملأ } يعني : الأشراف من أهل مصر { يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ } قال أبو عبيد : يعني : يتشاورون في أمرك .

وقال القتبي : يعني : يهمون بك ليقتلوك { فاخرج } من هذه المدينة { إِنّي لَكَ مِنَ الناصحين }