النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَصۡبَحَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسۡتَنصَرَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَسۡتَصۡرِخُهُۥۚ قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِيّٞ مُّبِينٞ} (18)

قوله تعالى : { فَأَصْبَحَ في الْمَدِينَةِ خَائِفَاً يَتَرَقَّبُ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : خائفاً من قتل النفس أن يؤخذ بها .

الثاني : خائفاً من قومه .

الثالث : خائفاً من الله .

{ يََتَرَقَّبُ } فيه وجهان :

أحدهما : يتلفت من الخوف ، قاله ابن جبير .

الثاني : ينتظر .

وفيما ينتظر منه أقاويل :

أحدها : ينتظر الطلب إذا قيل إن خوفه كان من قتل النفس .

الثاني : ينتظر أن يسلمه قومه إذا قيل إن خوفه منهم .

الثالث : ينتظر عقوبة الله إذا قيل إن خوفه كان منه .

{ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } يعني الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز من أجله القبطي فقتله ، استصرخه واستغاثه على رجل آخر من القبط خاصمه .

{ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } فيه قولان :

أحدهما : أنه قال ذلك للإسرائيلي لأنه قد أغواه بالأمس حتى قتل من أجله رجلاً ويريد أن يغويه ثانية .

الثاني : أنه قال ذلك للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه ، قاله ابن عباس .