النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (168)

قوله تعالى : { الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِم وَقَعَدُوا : لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } يعني عبد الله بن أُبَيّ وأصحابه حين انخذلوا وقعدوا ، وكانوا نحو ثلاثمائة وتخلف عنهم من قُتل منهم ( فقالوا ) لو أطاعونا وقعدوا معنا ما قُتِلوا .

{ قُلْ فَادْرَؤُوا عَن أَنفُسِكُم الْمَوتَ } أي ادفعوا عن أنفسكم الموت ، ومنه قول الشاعر{[585]} :

تقول وقد درأتُ لها وضيني *** أهذا دينه أبداً وديني

{ إِن كُنتُم صَادِقِينَ } فيه قولان :

أحدهما : يعني في خبركم أنهم لو أطاعوا ما قُتِلوا .

والثاني : معناه إن كنتم محقين في تثبيطكم عن الجهاد فراراً من القتل .


[585]:- هو المثقب العبدي، وقد مر هذا البيت وشرحه في تفسير سورة الفاتحة.