غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (168)

161

{ الذين قالوا } منصوب على الذم أو على البدل من { الذين نافقوا } أو مرفوع على الذم أي هم الذين ، أو على البدل من ضمير { يكتمون } وقيل : يجوز أن يكون مجروراً بدلاً من الضمير في { أفواههم } أو { قلوبهم } { لإخوانهم } لأجل إخوانهم المقتولين يوم أحد إخوة في النسب أو في سكنى الدار أو في الجنسية في النفاق . والقائلون - عند جمهور المفسرين - عبد الله بن أبيّ وأصحابه . واعترض الأصم بأنه قد خرج يوم أحد فكيف وصف بالقعود في قوله : { وقعدوا } أي والحال أنهم قد قعدوا عن القتال . والجواب أن القعود عن القتال وهو الجبن عنه وتركه لا ينافي الخروج .

{ لو أطاعونا } في أمرنا إياهم بالقعود { ما قتلوا } كأنهم قعدوا وما اكتفوا بذلك بل أرادوا تثبيط غيرهم وذلك لما في الطباع من محبة الحياة وكراهة الموت . " ومن يسمع يخل " فلعل بعض ضعفة المسلمين إذا سمع ذلك رغب في القعود ونفر طبعه عن الجهاد فأجابهم الله تعالى بقوله : { قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } في أن الحذر يغني عن القدر ، وأن سلامتكم كانت بسبب قيودكم لا بغيره من أسباب النجاة . وفيه استهزاء بهم أي إن كنتم رجالاً دفاعين لأسباب الموت فادفعوا جميع أسبابه حتى لا تموتوا .

/خ175