فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (168)

قوله : { الذين قَالُوا لإخوانهم } الخ ، أي : هم الذين قالوا لإخوانهم على أنه خبر مبتدأ محذوف ، ويجوز أن يكون بدلاً من واو يكتمون ، أو منصوباً على الذمّ ، أو وصف للذين نافقوا . وقد تقدم معنى : { قَالُوا لإخوانهم } أي : قالوا لهم ذلك ، والحال أن هؤلاء القائلين قد قعدوا عن القتال : { لَوْ أَطَاعُونَا } بترك الخروج من المدينة ما قتلوا ، فردّ الله عليهم ذلك بقوله : { قُلْ فَادْرَءوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صادقين } والدرء : الدفع ، أي : لا ينفع الحذر من القدر ، فإن المقتول يقتل بأجله .

/خ168