فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (168)

القول في تأويل قوله جل ثناؤه : { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } يعني تعالى ذكره بذلك : وليعلم الله الذين نافقوا الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا . . . وقعد هؤلاء المنافقون القائلون ما قالوا مما أخبر الله عز وجل عنهم قيلهم عن الجهاد مع إخوانهم وعشائرهم في سبيل الله . . . لو أطاعنا من قتل بأحد من إخواننا وعشائرنا . . ما قتلوا هنالك قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه سلم : قل يا محمد لهؤلاء القائلين هذه المقالة من المنافقين { فادرؤوا } يعني فادفعوا . . إن كنتم أيها المنافقون الصادقون في قيلكم لو أطاعنا إخواننا في ترك الجهاد في سبيل الله مع محمد صلى الله عليه وسلم وقتالهم أبا سفيان ومن معه من قريش ما قتلوا هنالك بالسيف وكانوا أحياء بقعودهم . . . فإنكم قد قعدتم عن حربكم وقد تخلفتم عن جهادهم وأنتم لا محالة ميتون-{[1213]} عن السدي : هم عبد الله بن أبي وأصحابه .


[1213]:من جامع البيان.