تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (168)

الآية 168 وقوله تعالى : { الذين قالوا لإخوانهم } في الدين ومعارفهم من المنافقين { لو أطاعونا } ولم يخرجوا إلى الجهاد { ما قتلوا } وقيل : لإخوانهم في النسب والقرابة وليسوا بإخوانهم في الدين ( والولاية كقوله عز وجل { وإلى ثمود أخاهم صالح } ( الأعراف 73 ) ليس بأخيهم في الدين والولاية ولكن كان أخاهم في النسب والقرابة { لو أطاعونا } وقعدوا عن الخروج في الجهاد لما قتلوا في الغزو .

ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { قل } لهم { فادرءوا عن أنفسكم الموت } أي ادفعوا عن أنفسكم الموت { إن كنتم صادقين } بأنهم لو قعدوا في بيوتهم ما قتلوا فمعناه والله أعلم : أن من قتل في سبيل الله فمكتوب ذلك عليه ، ومن مات في بيت فمكتوب عليه . فإذا لم يقدروا دفع ما كتب عليهم{[4581]} من الموت كيف زعمتم أنهم لو قعدوا ما قتلوا ؟ وهو مكتوب عليهم كالموت . وفي هذه الآية{[4582]} رد على المعتزلة قولهم : إنهم يقولون : إن من قتل مات قبل أجله وقبل أن يستوفي{[4583]} أجله ، فهم واليهود في ما أنكر{[4584]} الله عليهم قولهم { لو أطاعونا } وقعدوا { ما قتلوا } سواء بقوله : { فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين }


[4581]:في الأصل و م: عليكم
[4582]:في الأصل و م: ترد.
[4583]:من م في الأصل يسوي.
[4584]:في الأصل و م: انكروا.