النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (34)

قوله تعالى : { ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } فيه قولان :

أحدهما : أنهم صاروا ذرية بالتناصر لا بالنسب ، كما قال تعالى :

{ المُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم من بَعْضٍ }

[ التوبة : 67 ] يعني في الاجتماع على الضلال ، وهذا قول الحسن ، وقتادة .

والثاني : أنهم في التناسل والنسب ، إذ جميعهم من ذرية آدم ، ثم من ذرية نوح ، ثم من ذرية إبراهيم ، وهذا قول بعض المتأخرين .