الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (34)

" قوله : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً ) الآية[ 33-34 ] .

نصب ( ذُرِّيَةً ) عند الأخفش على الحال( {[9765]} ) ، وعلى القطع عند الكوفيين( {[9766]} ) .

وأجاز الزجاج نصبها على البدل مما قبلها فيعمل فيها( {[9767]} ) ( اصْطَفَى )( {[9768]} ) والذرية هنا الجماعة ، ويقع للواحد( {[9769]} ) ، قال الله تعالى : ( هَبْ مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَةً طَيِّبَةً )( {[9770]} ) فهو واحد كما قال : ( فهَبْ مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً( {[9771]} ) ) .

فذكر الله في هذه الآية رجلين ، وأهل بيتين ، وفضلهم على العالمين( {[9772]} ) فمحمد( {[9773]} ) صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم ، وآل الرجل قد يكون أتباعه( {[9774]} ) .

قال مالك : [ آل محمد صلى الله عليه وسلم : أهل الاتباع له . وعنه أنه قال ]( {[9775]} ) : آل محمد صلى الله عليه وسلم كل تقي ، وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم( {[9776]} ) .

ومعنى( {[9777]} ) ، بعضها من بعض أي : في الدين والمعاونة على الإسلام والنية والإخلاص( {[9778]} ) .

وقيل معناه : متقاربون في النسب مجتمعون .


[9765]:- والبدل أيضاً، انظر: معاني الأخفش 1/402.
[9766]:- يرى الكوفيون النصب على القطع من آل إبراهيم آل عمران، لأن ذرية نكرة وآل عمران معرفة والقطع يشبه معنى الحال عندهم، معاني الأخفش 1/402، ومعاني الفراء 1/207.
[9767]:- (أ) و(ج): فيه و(ب): غير واضح.
[9768]:- انظر: معاني الزجاج 1/398 وإعراب النحاس 1/323.
[9769]:- انظر: المحتسب 1/156-160. واللسان (ذر) 4/303-305.
[9770]:- آل عمران آية 33.
[9771]:- آل عمران آية 38.
[9772]:- (د): العاملين.
[9773]:- أي على عالم زمانهم، انظر،: مشكل التأويل 281، والمحرر 3/61.
[9774]:- الآل في اللغة الاتباع، أو الأهل والقرابة، وتحتمل الآية الوجهين معاً، انظر: مشكل التأويل 281 وجامع البيان 3/234 والمحرر 3/61.
[9775]:- ساقط من (أ).
[9776]:- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آلك؟ فقال: كل تقي، انظر: الطبراني في الصغير 1/115 والجامع الصغير 1/7 وكنز العمال 3/83 وأخرجه أبو داود بلفظ"وإنما أوليائي المتقون وهو طرف من حديث طويل، انظر: سنن أبي داود كتاب الملاحم 4/94.
[9777]:- (أ): وعنى وهو تحريف.
[9778]:- انظر: جامع البيان 3/234-235.