قوله عز وجل : { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ } معناه أنه رضيها في النذر الذي نذرته بإخلاص العبادة في بيت المقدس .
{ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً } يعني أنشأها إنشاءً حسناً في غذائها وحسن تربيتها .
{ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } قرأ أهل الكوفة { وَكَفَّلَهَا } بالتشديد ، ومعنى ذلك أنه دفع كفالتها إلى غيره . وقرأ الباقون : { كفَلَهَا } بالتخفيف ، ومعنى ذلك أنه أخذ كفالتها إليه{[533]} .
{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ } وهو معروف ، وأصله أنه أكرم موضع في المجلس .
{ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً } فيه قولان :
أحدهما : أن الرزق الذي أتاها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي .
والثاني : أنها لم تطعم{[534]} ثدياً قط حتى تكلمت في المهد ، وإنما كان يأتيها رزقها من الجنة ، وهذا قول الحسن .
واختلف في السبب الذي يأتيها هذا الرزق لأجله على قولين :
أحدهما : أنه كان يأتيها بدعوة زكريا لها .
والثاني : أنه كان ذلك يأتيها لنبوة المسيح عليه السلام .
{ قَالَ : يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ؟ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ } فيه قولان :
أحدهما : أن الله تعالى كان يأتيها بالرزق .
والثاني : أن بعض الصالحين من عباده سخره الله تعالى لها لطفاً منه بها حتى يأتيها رزقها . والأول أشبه .
{ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } فيه قولان :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.