الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (34)

و{ ذُرّيَّةَ } بدل من آل إبراهيم وآل عمران { بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } يعني أنّ الآلين ذرّية واحدة متسلسلة بعضها متشعب من بعض : موسى وهرون من عمران ، وعمران من يصهر ، ويصهر من فاهث ، وفاهث من لاوى ، ولاوى من يعقوب ، ويعقوب من إسحاق . وكذلك عيسى ابن مريم بنت عمران بن ماثان بن سليمان بن داود بن إيشا بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق . وقد دخل في آل إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : ( بعضها من بعض ) في الدين ، كقوله تعالى : { المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ } [ التوبة : 67 ] { والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } يعلم من يصلح للاصطفاء ، أو يعلم أنّ بعضهم من بعض في الدين . أو ( سميع عليم ) لقول امرأة عمران ونيتها .