النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ وَيَجۡعَلُهُۥ كِسَفٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (48)

قوله : { . . . وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : قطعاً ، قاله قتادة .

الثاني : متراكماً بعضه على بعض ، قاله يحيى بن سلام .

الثالث : في سماء دون سماء ، قاله الضحاك .

{ فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ } أي من خلال السحاب . وقرأ الضحاك بن مزاحم : من خلله ، وفي { الْوَدْقَ } تأويلان :

أحدهما : أنه البرق ، حكاه أبو نخيلة الحماني عن أبيه .

الثاني : أنه المطر ، قاله مجاهد والضحاك ومنه قول الشاعر :

فلا مزنة ودقت ودْقُها *** ولا أرض أبقل إبقالها