النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرۡسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٖ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَلِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (46)

قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } قال الضحاك : بالغيث .

ويحتمل وجهاً ثانياً : بخصب الزمان وصحة الأبدان .

وقال أُبي بن كعب : كل شيء في القرآن من الرياح فهو رحمة ، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب .

وقال عبد الله بن عمر : الريح ثمانية ، أربعة منها رحمة وأربعة منها عذاب ، فأما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات ، وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر ، والعاصف والقاصف وهما في البحر .

{ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ } فيه تأويلان :

أحدهما : بردها وطيبها ، قاله الضحاك .

الثاني : المطر ، قاله مجاهد وقتادة .

{ وَلِتَجْزِي الْفُلْكُ فيه } يعني السفن .

{ بِأمْرِهِ . . . } يحتمل وجهين :

أحدهما : بقدرته في تسييرها .

الثاني : برحمته لمن فيها .

{ . . . وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } يعني ما عدّده من نعمه فتطيعوه لأن طاعة العبد لربه في شكره لنعمته إذ ليس مع المعصية شكر ولا مع كفر النعمة طاعة .