ثم نبه تعالى على كمال قدرته فهو الناصر للمؤمنين بقوله تعالى : { الله } أي : وحده { الذي يرسل } مرة بعد أخرى { الرياح } مضطربة هائجة بعد أن كانت ساكنة { فتثير سحاباً } أي : تزعجه وتنشره { فيبسطه } بعد اجتماعه { في السماء } أي : جهة العلو { كيف يشاء } في أيّ ناحية شاء قليلاً تارة كمسير ساعة وكثيراً أخرى كمسير أيام على حسب إرادته واختياره لا مدخل فيه لطبيعة ولا غيرها { ويجعله } إذا أراد { كسفاً } أي : قطعاً غير متصل بعضها ببعض اتصالاً يمنع نزول الماء ، وقرأ ابن عامر بسكون السين بخلاف عن هشام ، والباقون بفتحها { فترى } بسبب إرسال الله له أو بسبب جعله ذا مسامّ وفروج يا من هو من أهل الرؤية ، أو يا أشرف خلقنا الذي لا يعرف هذا حق معرفته سواه { الودق } أي : المطر { يخرج من خلاله } أي : السحاب الذي هو اسم جنس في حالتي الاتصال والانفصال { فإذا أصاب } أي : الله { به } أي : بالودق { من } أي : أرض من { يشاء } ونبه على أن ذلك فضل منه لا يجب عليه لأحد شيء أصلاً بقوله تعالى : { من عباده } أي : الذين لم تزل عبادته واجبة عليهم جديرون بملازمة شكره والخضوع لأمره { إذا هم يستبشرون } أي : يظهر عليهم البشر وهو السرور الذي تشرق له البشرة حال الإصابة ظهوراً بالغاً عظيماً بما يرجونه مما يحدث عنه من الأثر النافع من الخصب والرطوبة واللين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.