النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ} (22)

قوله عز وجل : { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آباءَنَا عَلَى أُمَّةٍ } فيه خمسة أوجه :

أحدها : على دين ، قاله قتادة وعطية . ومنه قول قيس بن الخطيم :

كنا على أمة آبائنا *** قد يقتدي الآخر بالأول{[2502]}

الثاني : على ملة وهو قريب من معنى الأول ؛ قاله مجاهد وقطرب وفي بعض المصاحف . { قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى مِلَّةٍ } .

الثالث : على قبلة ؛ حُكي ذلك عن الفراء .

الرابع : على استقامة ، قاله الأخفش وأنشد النابغة :

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة *** وهل يأثَمَن ذو أمة وهو طائع

الخامس : على طريقة ، قاله عمر بن عبد العزيز ، وكان يقرأ { عَلَى إُمَّةٍ } بكسر الألف والأمة الطريقة من قولهم أممت القوم . حكاه الفراء .

{ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ{[2503]} } قال قتادة متبعون . وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأبي جهل وعتبة وشيبة ابني ربيعة من قريش .


[2502]:في ك يفتدى الآخر فالأول.
[2503]:وفي هذا دليل على إبطال التقليد، لذمة إياهم على تقليد آبائهم وتركهم النظر فيما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.