الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ} (22)

ثم قال تعالى : { بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } أي : لم يأتهم كتاب بعبادتهم الأوثان ولكنهم قالوا : إنا وجدنا آباءنا على دين وملة ، فنحن نتبع ما كانوا عليه .

وقرأ مجاهد وعمر بن عبد العزيز{[61353]} ( على أمة ) بكسر الهمزة{[61354]} قال الكسائي : هما لغتان وقال{[61355]} غيره : هو مصدر أممت{[61356]} القوم إمة{[61357]} .

وحكي عن العرب : ( ما أحسن إمَّتَهُ وعِمَّته وجِلسته ){[61358]} .

ثم قال : { وإنا على آثارهم مهتدون } أي : قالوا : وجدنا آباءنا على دين ، فنحن متبعون لما كانوا عليه . هذا كله حكاية عن قريش .


[61353]:هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي أبو حفص الحافظ، الإمام العادل، مناقبه كثيرة. توفي سنة 101 هـ انظر حلية الأولياء 5/235 ت 323، وصفة الصفوة 2/113 ت 173، وتذكرة الحفاظ 1/181 ت 104.
[61354]:قرأ على أمة بكسر الهمزة: مجاهد وعمر بن عبد العزيز وقتادة والعبدري. انظر معاني الفراء 3/30، وجامع البيان 25/37، وإعراب النحاس 4/104، والمحرر الوجيز 14/249، وجامع القرطبي 16/74.
[61355]:متآكل في (ح).
[61356]:(ح): آمة.
[61357]:انظر جامع البيان 25/37.
[61358]:الإمة: بالكسر، النعمة والخصب. انظر مثلثات قطرب 45، واللسان (مادة: أمم) والعمة: التعمم، وعممته: ألبسته العمامة، انظر اللسان (مادة: عمم).