معاني القرآن للفراء - الفراء  
{بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ} (22)

وقوله : { بَلْ قَالُواْ إِنا وَجَدْنا آبَاءنا على أُمَّةٍ } .

قرأها القراء بضم الأَلف من «أُمّة » ، وكسرها مجاهد ، وعمر بن عبد العزيز ، وكأن الإمّة مثل السنة والملة ، وكأن الإمّة الطريقة : والمصدر من أممت القوم ، فإن العرب تقول : ما أحسن إمته وعمّته وجِلْسته إذا كان مصدرا ، والإمة أيضا الملك والنعيم . قال عدي :

ثم بعْدَ الفلاحِ والمُلكِ والإمّة *** وارثهمُ هناك القبورُ

فكأنه أراد إمامة الملك ونعيمه .

وقوله : { وَإِنا على آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } و { مُّقْتَدُونَ } .

رُفعتا ولو كانتا نصبا لجاز ذلك ؛ لأنّ الوقوف يحسن دونهما ، فتقول للرجل : قدمت ونحن بالأثر متبعين ومتبعون .