السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ} (22)

ولما بين تعالى أنه لا دليل على صحة قولهم البتة لا من العقل ولا من النقل ، بين أنه لا حامل لهم يحملهم عليه إلا التقليد بقوله تعالى : { بل قالوا إنا وجدنا آباءنا } أي : وهم أرجح منا عقولاً وأصح منا إفهاماً { على أمة } أي : طريقة عظيمة يحق لها أن تقصد وتؤم ثم أكدوا قطعاً الرجاء المخالف عن لفتهم عن ذلك فقالوا { وإنا على آثارهم } أي : خاصة لا غيرها { مهتدون } أي : متبعون فلم نأت بشيء من عند أنفسنا ولا غلطنا في الاتباع واقتفاء الآثار فلا اعتراض علينا بوجه هذا قولهم في الدين بل في أصوله التي من ضل في شيء منها هلك ولو ظهر لأحد منهم خلل في سعي أبيه الدنيوي الذي به يحصل الدينار والدرهم ما اقتدى به أصلاً وخالفه أيَّ مخالفة ما هذا إلا قصور نظر ومحض عناد .