النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصۡنَامًا ءَالِهَةً إِنِّيٓ أَرَىٰكَ وَقَوۡمَكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (74)

قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءَازَرَ . . . } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن آزر اسم أبيه ، قاله الحسن ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، قال محمد : كان رجلاً من أهل كوتي قرية من سواد الكوفة .

والثاني : أن آزر اسم صنم ، وكان اسم أبيه تارح ، قال مجاهد .

والثالث : أنه ليس باسم ، وإنما هو صفة سب بعيب ، ومعناه معوج ، كأنه عابه باعوجاجه عن الحق ، قاله الفراء .

فإن قيل : فكيف يصح من إبراهيم - وهو نبي - سبَّ أباه ؟

قيل : لأنه سبّه بتضييعه حق الله تعالى ، وحق الوالد يسقط في تضييع حق الله .