قوله تعالى : { الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ } في الظلم ها هنا قولان :
أحدهما : أنه الشرك ، قاله ابن مسعود ، وأُبَيّ بن كعب ، روى ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية شق على المسلمين فقالوا : ما منَّا من أحد إلا وهو يظلم نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَيسَ كَمَا تَظُنُّونَ ، وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لقْمَانُ لابْنِه "
{ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ }{[909]} .
والثاني : أنه سائر أنواع الظلم .
ومن قال بهذا اختلفوا في عمومها وخصوصها على قولين :
واختلف من قال بتخصيصها فيمن نزلت على قولين :
أحدهما : أن هذه الآية نزلت في إبراهيم خاصة وليس لهذه الأمة منها شيء ، قاله علي كرّم الله وجهه .
والثاني : أنها فيمن هاجر إلى المدينة ، قاله عكرمة .
واختلفوا فيمن كانت هذه الآية جواباً منه على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه جواب من الله تعالى فصل به بين إبراهيم ومن حَاجّه من قومه ، قاله ابن زيد ، وابن إسحاق .
والثاني : أنه جواب قومه لما سألهم { أَيُّ الفَرِيقَينِ أَحَقُّ بِالأمْنِ } ؟ فأجابوا بما فيه الحجة عليهم ، قاله ابن جريج .
والثالث : أنه جواب إبراهيم كما يسأل العالم نفسه فيجيبها ، حكاه الزجاج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.