قوله عز وجل : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } فيه أربعة تأويلات :
أحدها : وما عظموه حق عظمته ، قاله الحسن ، والفراء ، والزجاج .
والثاني : وما عرفوه حق معرفته ، قاله أبو عبيدة{[914]} .
والثالث{[915]} : وما وصفوه حق صفته ، قاله الخليل .
والرابع : وما آمنوا بأن الله على كل شيء قدير ، قاله ابن عباس .
{ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ } يعني من كتاب من السماء .
وفي هذا الكتاب الذي أنكروا نزوله قولان :
أحدهما : أنه التوراة ، أنكر حبر اليهود فيما أنزل منها ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى هذا الحبر اليهودي سميناً ، فقال له : " أَمَا تَقْرَؤونَ فِي التَّورَاةِ : إنَّ اللَّه يَبْغَضُ الحبْرَ السَّمِينَ " فغضب من ذلك وقال : ما أنزل الله على بشر من شيء ، فتبرأت منه اليهود ولعنته ، حكاه ابن بحر .
والقول الثاني : أنه القرآن أنكروه رداً لأن يكون القرآن مُنَزَّلاً .
فرد الله تعالى عليهم بقوله : { قُل مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى } يعني التوراة لاعترافهم بنزولها .
ثم قال : { نُوراً وَهُدىً لِّلنَّاسِ } لأن المنزل من السماء لا يكون إلا نوراً وهدىً .
ثم قال : { تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً } يعني أنهم يخفون ما في كتابهم من بنوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وصفته وصحة رسالته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.