النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ} (102)

قوله عز وجل : { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ من عَهْدٍ } في قوله : { مِنْ عَهْدٍ } قولان :

أحدهما : أن العهد الطاعة ، يريد : ما وجدنا لأكثرهم من طاعة لأنبيائهم ، لأنه قال بعده { وَإن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمُ لَفَاسِقِينَ } وتكون { مِنْ } في هذا الموضع على هذا التأويل زائدة .

والثاني : أنه محمول على ظاهر{[1116]} العهد أي من وفاء بعهده .

وفي المراد بالعهد هنا ثلاثة أقاويل . أحدها : الميثاق الذي أخذه الله عليهم في ظهر آدم قاله أبو جعفر الطبري .

والثاني : ما جعله الله في عقولهم من وجوب شكر{[1117]} النعمة ، وأن الله هو المنعم ، قاله علي بن عيسى .

والثالث : أنه ما عهد إليهم مع الأنبياء أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، قاله الحسن { وإن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُم لَفَاسِقِينَ } في قوله { لَفَاسِقِينَ } وجهان :

أحدهما : خارجين عن طاعته .

والثاني : خائنين في عهده ، {[1118]}وهذا يدل على أن العصاة أكثر من المطيعين .


[1116]:سقط من ق.
[1117]:شكر: سقطت من ك.
[1118]:سقط من ق.