فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ} (102)

{ وما وجدنا لأكثرهم من عهد } الضمير يرجع إلى أهل القرى المذكورين سابقا أي عهد يحافظون عليه ويتمسكون به ، بل دأبهم نقض العهود في كل حال ، وقيل الضمير يرجع إلى الناس على العموم أي ما وجدنا لأكثر الناس من عهد وقيل المراد بالعهد هو المأخوذ عليهم في عالم الذر ، وقيل الضمير يرجع إلى الكفار على العموم من غير تقييد بأهل القرى أي لأكثر منهم لا عهد ولا وفاء والقليل منهم قد يفي بعهده ويحافظ عليه قال ابن عباس : ذاك أن الله إنما أهلك القرى لأنهم لم يكونوا حفظوا ما وصاهم به { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } أي وإن الشأن هذا والمعنى خارجين عن الطاعة خروجا شديدا .