ولما كان نقض العهد أفظع شيء ولا سيما عند العرب ، قال عاطفاً على " فما كانوا " : { وما وجدنا } أي في عالم الشهادة { لأكثرهم } أي الناس ، وأكد الاستغراق فقال : { من عهد } طبق ما كان عندنا في عالم الغيب ، وهذا إما إشارة إلى الميثاق يوم { ألست بربكم } إن كان ذلك على حقيقته ، أو إلى ما يفعلون حال الشدائد من الإقلاع عن{[32829]} المعاصي والمعاهدة{[32830]} على الشكر { لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين }{[32831]}[ يونس : 22 ] أو إلى إقامة الحجج بإفاضة العقول ونصب الأدلة ، فصار بنصبها وإيضاحها{[32832]} للعقول كأنه أخذ العهد على من عقل أنه يبذل الجهد في التأمل ولا يتجاوز ما أبداه له صحيح النظر { وإن } أي وإنا { وجدنا } أي علمنا في عالم الشهادة { أكثرهم لفاسقين* } أي خارجين عن دائرة{[32833]} العهد مارقين مما أوقفهم عند الحد عريقين في ذلك طبق ما كنا نعلمه منهم في عالم الغيب ، وما أبرزناه في عالم الشهادة إلا لنقيم عليهم به الحجة على ما يتعارفونه بينهم في مجاري عاداتهم ومدارك عقولهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.