تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ} (102)

الآية 102 وقوله تعالى : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد } يحتمل العهد المذكور وجوها ثلاثة :

أحدها : عهد الخلقة لما في خلقة كل أحد الشهادة بالوحدانية له والألوهية ، فلم يوفوا بتلك العهود ، بل نقضوها .

والثاني : العهد الذي أخذ الله عليهم على ألسن الرسل كقوله تعالى : { وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي } الآية [ المائدة : 12 ] فلم يوفوا بذلك .

والثالث : ما أعطوا هم من أنفسهم من العهد كقول فرعون لموسى : { يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون } [ الزخرف : 49 ] فلم يوفوا بما أعطوا هم من العهود .

وقوله تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } وقد وجدنا أكثرهم فاسقين بنقض العهد ، والله أعلم .